أشارت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال رأي بعنوان "​محمد بن سلمان​ على وشك أخذ ما يريده"، الى أن "القاموس يعرِّف "السياسة الواقعية" على أنها سياسة تستند إلى القوة بدلا من المثل أو المبادئ.. ونحن على وشك رؤية نسخة من هذا قيد التنفيذ عندما يزور الرئيس الأميركي بايدن ​ولي العهد السعودي​ الأمير محمد بن سلمان في السعودية".

ولفتت الصحيفة، الى أن "بايدن يعتزم زيارة ​الرياض​ أواخر حزيران، بعد توقف في ​إسرائيل​ للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، ​نفتالي بينيت​، وأثناء وجوده في السعودية، التي تستضيف ​مجلس التعاون الخليجي​ هذا العام، من المرجح أن يلتقي بايدن بقادة دول عربية صديقة أخرى، مثل الإمارات والبحرين وقطر، لكن المحور العاطفي سيكون مصافحة بايدن لمحمد بن سلمان، كما يُعرف ولي العهد السعودي".

وأوضحت أن "احتضان الزعيم السعودي هذا، كان قادما نحونا منذ عدة أشهر..تشمل الأسباب المخاوف البراغماتية التي تتوقعها: من المحتمل أن يحكم محمد بن سلمان السعودية لعقود..للولايات المتحدة مصالح أمنية ومالية في الحفاظ على شراكتها الطويلة مع السعودية..السعودية حليف في جهد مشترك لاحتواء أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة".

وذكرت الصحيفة أن "هناك عاملان جديدان أثبتا أنهما حاسمين بالنسبة لبايدن البيت الأبيض: الأول هو الحرب في أوكرانيا، وحاجة بايدن إلى مساعدة السعودية في تنظيم سوق النفط، والثاني هو رغبة إسرائيل القوية في أن يقوم بايدن بتطبيع العلاقات مع محمد بن سلمان والمملكة كجزء من إعادة ترتيب واسعة اختزالها هو اتفاقيات إبراهام".

ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله "أننا نعتقد أن السعودية لاعب مهم في المنطقة وخارجها.. ونحن ندعم بشدة توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، في سياق تحقيق الاستقرار في المنطقة، واحتواء إيران، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وتحقيق الاستقرار في سوق الطاقة".

وأضافت أنه "يبدو أن الحلفاء الرئيسيين الآخرين للولايات المتحدة حريصون على أن تجدد واشنطن علاقاتها مع الرياض أيضا..زار كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محمد بن سلمان في االسعودية.. لقد شجعوا بايدن على فعل الشيء نفسه"، متابعاً أن "بايدن تجاهل محمد بن سلمان لعدة أشهر، ورفض العام الماضي إجراء مكالمة هاتفية ودية يريدها الزعيم السعودي - ثم طلب ذلك..أعتقد أن أحد أسباب ازدراء بايدن كان شخصيا..الرجلان مختلفان مثل الطباشير والجبن، كما يحب البريطانيون القول..كان بايدن مستعدا للمصافحة في قمة مجموعة العشرين في روما في تشرين الأول الماضي، لكن محمد بن سلمان لم يحضر، مما جنب بايدن لحظة محرجة".

ولفتت الى أنه "فيما يتعلق بأي مساءلة ذات مغزى من محمد بن سلمان بشأن وفاة خاشقجي أو غيرها من قضايا حقوق الإنسان المهمة، من المرجح أن يعود بايدن خالي الوفاض".